رواية صدى الزور البعيد حسين سليمان PDF ، تحميل مباشر من موقع المكتبة نت أكبر مكتبة كتب PDF ، تحميل وتنزيل مباشر وقراءة أونلاين كتب الكترونية PDF مجانية.
تذكر جاسر الهذر الذي عانته أمه قبل ان تعود الى العلوة، وتخیل كیف بقي فرحان جالسا أمام المیاه
یحدق في صورة ابنته، كلما تستدیر هدلة الى بركة الماء، ترى فرحان في جلسته هذه، لا یتحرك، ظهره
محني ورقبته مائلة الى كتفه، یتأمل مریم.
وهذه الأراضي الشاسعة في مدى نظره، یعتلي )البرم كلاس( جاسر الرحبي ذلوله في القافلة
المسّیرة لاحتلال الجزیرة، واذا أطبق علیه الصمت، وطال الطریق، تعود فجأة السنون الخوالي، كأنها
الیوم، فیتحسس ناقته ولباسه، یجول بعینه الى رفاقه المتقدمین معه في هذه البوادي غیر المنتهیة،
فیعرف عندها ان ما كان هو خیال أعوام انصرمت. وفي لحظات تبدو أمامه الاراضي ممتدة كالمیاه، لا
یعرف لها حدًا، تلتقي مع السماء في فاصل سراب. واذ انتصف النهار وقویت الشمس ینود فوق ذلوله
فتهتز المشاهد، یترقرق السراب، وتظهر في محیاه آثار الاعیاء والذبول. حتى اذا ماعادت ذكریاته،
مجزأة مفتتة، یتداخل فیها ما یجري الآن وما جرى من قبل، تتسرب في خیاله كالذكرى الماضیة،
ویتساءل ان كانت الایام والسنون السابقة هي خیال وحلم .. ویسمع عند هذا الحد صوت الاجدان شیف،
في المقدمة: التزود بالطعام، قفو للتزود بطعام الغداء، نصف ساعة لذلك.
وبعد الغداء یعاودون السیر، یدب فیهم النشاط والحیویة، ویظهر الأفق كأنه رمیة حجر، قریبا
وملموسا، وعند ذاك یبدأ الحنین، یلتفت الى الوراء لیرى المسافة التي قطعها مع القافلة، مسافة
الیومین. فمنذ یومین غادروا المعسكر في طریقهم الى الجزیرة، الى خان “قدور بیك“، وعبروا الجسر
الخشبي ودخلوا ما بین النهرین. بدت الدیر وهم یبتعدون عنها، بعد ان قطعوا النهر، مسورة بالأشجار
والبساتین، وتمعن وهو یلتفت الى الخلف لدقائق بالحویجة ورأى حرش من شوك العاقول یحیط سفح
الحويـجة، ولم یظهر له من هذا المكان البعید، طرقة للصعود منها، ولكن أشجار البسـاتین، في الضفة
الثانیة، غمرتها فلم یبن منها شیئًا. كانت الحویجة خلف بساتین الضفة، ولم یظهر من هذا المكان شوك
العاقول ولا أشجار الحویجة، غابت لناظرها من الضفة التالیة وظهرت حویجة أخرى، ویبدو انها محاطة
بشوك العاقول ولا دلیل على مكان للصعود منه. ولقد مضى وقت طویل على نزهة الحویجة، وهناك
أخرى غیر التي تنزهوا فیها، تلك ظاهرة لعیان من یقطع النهر باتجاه الجزیرة. صار لهم یومان، ولم
تغب عنهم الحویجة، كلما تطلع احدهم الى الوراء تظهر حوائج وتغیب خلف الهضاب المترامیة، وفي
المسیرة تارة یظهر النهر وتارة یختفي، الا ان جاسر وهو ینود فوق ذلوله، بقیت صورة هدلة وهي
تضع یدها على صدغها تراوده، یرتد في جلسته الى الخلف، یضغط على أسنانه: كیف صارت أمه الى
ذلك؟ طلبت منهم العودة الى العلوة فلم یستجیبوا، هزوا رؤوسهم بالنفي: اذا تریدین الذهاب، اذهبي
وحدك یا هدلة، نحن لن نذهب. ضرب عبد االله كفًا بكف وقال: اللي یشوفك یا هدلة یقول انت الزلمة وانا
الحرمة .. هذا ما یجوز .. خلیك عند حدك، اللي یطلب الرجوع هو انا مه انت، وشغلنا هنا زین، ما نعود
الا بسبب مقنع .. وما بارت تجارتنا لسه یا امرأة، یكفي الآن، ما نتحرك من الدیر وما تتحركین
تحميل كتب الكترونية PDF مميزة :
تحميل كتب لـ حسين سليمان PDF
مقتطفات من رواية صدى الزور البعيد حسين سليمان PDF
تحميل رواية صدى الزور البعيد حسين سليمان PDF
ليست العبرة في كثرة القراءة ، بل في القراءة المجدية . -أرنولد توينبي
تحميل وقراءة أونلاين رواية صدى الزور البعيد حسين سليمان PDF
موقع المكتبة.نت لـ تحميل وتنزيل كتب PDF مجانية :
- غير معني بالأفكار الواردة في الكتب .
- الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف في حالة وجود مشكل المرجو التواصل معنا .
نرحب بصدر رحب بكل استفساراتكم وارائكم وانتقاداتكم عبر احدى وسائل التواصل أسفله :
- صفحة : حقوق الملكية
- صفحة : عن المكتبة
- عبر الإيميل : [email protected] أو [email protected]
- عبر الفيسبوك
- عبر الإنستاغرام : إنستاغرام
اكتشاف المزيد من موقع المكتبة نت : تحميل كتب إلكترونية PDF
اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.