كتاب إشكاليات الإنتقال إلى الديمقراطية في العراق بعد 2003 تارا عمر محمد PDF

 تثير موضـوعات التحـول الـديمقراطي والإنتقـال الى الديمقراطيـة والقضـايا والتعقيـدات
المرتبطة بها، إ ً ً ً هتماما متزايدا ليس فقط في العراق والشرق الأوسط فحسـب بـل وايضـا عـلى
المستوى العالمي .
وفي الوقت الذي تتفق فيه الآراء على أن الديمقراطية تمثل الجواب المناسب على السـؤال
المتعلق بكيفية معالجة المشكلات التي تواجه شـعوب وبلـدان العـالم، تواجـه بـذات الوقـت
جملة واسعة من التحديات التي ترتبط بأسس وعنـاصر الديمقراطيـة عـلى أصـعدة: المبـادئ
والآليات والمؤسسات والقيم . وتبرز الصعوبات بوضوح لافت حين يتم الإنتقال الى التطبيـق.
فالواقع أعقد بكثير من الوصفات الجاهزة والحلول السهلة .
دلت الممارسة على أن عملية الإنتقـال ليسـت مجـرد حسـابات رياضـية ميكانيكيـة، بـل
سيرورة تفاعلية على الصعيدين الداخلي والخارجي من جهة، وفي كافـة المجـالات الإقتصـادية
والإجتماعية والسياسية والثقافية والنفسية من جهة أخرى . فـالأمر لا يقـتصر عـلى الجانـب
ً التطبيقي بل ويمتد أيضا الى الطروحات النظرية .
يثير مفهوم الديمقراطية الإلتباسات والإشكاليات لكثرة المقاربات المتناولة مما يجعل مـن
الديمقراطيـة نظريــة وممارسـة وشــكلاً للحكــم، ّ معرضـة لضروب عديــدة مـن النقــد، خاصــة
بالإرتباط مع التغيرات الحاصلة في الأنظمة السياسية سواء على صعيد البعد السياسي ومساره
المغاير للقديم أو البعد الهيكلي المرتبط بالمؤسسـات، أو مـا يتعلـق بالبعـد الثقـافي وطبيعـة
التفكير والعلاقات الأساسية في المجتمع .
تحتاج الديمقراطية، في ظل متغيرات العصر وتحدياته، ً الى فهم وتنـاول جديـدين إرتباطـا
بالإستحقاقات الجديدة وإخفاقات التجارب السابقة