عبر العقود الثلاثة الماضية، شهد العالم المربي عملية تنمية عكية، فتم تخليفه (من التخلف بالمعنى الاقتصادي لا الثقافي)، فانخفضت نوعية رصيده من رأس المال وتراجعت متوسطات الدخول وقفزت معدلات البطالة وشددت القيود المفروضة أساسا على الحريات المدنية. ونظر) إلى الحروب والحروب المفتعلة التي غرق فيها السودان واليمن والعراق وليبيا والصومال ولبنان وفلطن وسورية؛ فإن حجم الكوارث الإنسانية ربما يضاهي تلك التي حدثت في الكونغو. باختصار، فشل العالم العربي في اختبار التنمية، التي تعرف بوجه عام بأنها عملية النمو الاقتصادي مع توسع العاج والشغل والتقدم التكنولوجي والتحول المؤسي الذي يحتن باطراد رفاهية الطبقات العاملة””). إن تصور أن الطبقات العربية الحاكمة ستحقق التنمية كان الأكذوبة التي روجها مثقفو اللطة الحاكمة، وبدلا من التنمية أو «إنجاز المحق في التنمية وإشباع المطالب المستحقة لكاس، بالأساس في دولتهم وكذلك على مستوى المجتمع الكر ككل، بما فيه المجتمع الدولي، في سياق عملية تمكينهم من الحصول على حقوقهم المتصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، عانت الطبقات العاملة في العالم العربي العكس (9). وليس أكثر ما يثير الدهشة هو غفلة والمتمم الدولي» عن انتهاك الأنظمة العربية لحقوق الإنان وتدميرها مستويات معيشة الطبقة العاملة، بل درجة التدخل بقيادة أمريكا والدعم العلني لتلك الأنظمة. فإلى أن حرق عدد من التاس في العالم العربي أنفهم حتى الموت في الشارع،