كتاب الخطاب والنظرية والإجراء نعمان عبد الحميد بوقرة PDF

تحليل الخطاب منظومة معرفية متداخلة ومتكاملة من المعارف والنظريات والإجراءات والوسائل والأهداف، تتوسل الخطاب موضوعا نها، فتبحث في تشكله، وكيفية ترابط أنساقه الدالة، وتفاعلها لتحقيق بنية متسقة داخليا، ومنسجمة مع السياق الاجتاعي، لتعكس في تعاضدها رؤية منشى الخطاب للعالم، وتشي في بعض جوانبها بتصورات جمعية وفردية. إن بنية الخطاب بوصفها الموضوع المركزي لتحليل الخطاب ليست مجرد متوالية قولية، أنجزها المخاطب في الزمان والمكان والظروف المعينة، بل هي خطة قولية، تستهدف رؤية المخاطب، ومواقفه المختلفة، تصويبا أو تأكيدا أ و تغييرا، مما يجعل من البنية المنجزة فعلا قصديا ذا أبعاد نفسية واجتاعية متعددة الغايات، فيضحي القول هذه الخطة عملا مؤثرا ومدركا يمكن وصفه، وتحليله وتأويله، ولأجل تحقيق هذه عع تبتغي وصل الملفوظ، وضبط آليات عمله، وتفسير الغاية قامت نظريات عديدة قواعد اشتغاله في حدث التخاطب. ولعل أهم تلك النظريات نظرية الفعل الكلامي (الأعال اللغوية) في الإطار التداولي العام الذي أرسى دعاماته رواد الفلسفة التحليلية، والباحثون في مجال السيميائيات واللسانيات الشكلية والوظيفية، أما النظرية الثانية فهي نظرية الحجاج في بعدها البلاغي العام، وما تطمح إليه من تحليل للأقوال الحجاجية والإقناعية، ولم كانت عرى التواصل قد قامت منذ زمن بعيد بين القول والفعل والتعبير والإقناع فقد اختارت الدراسة التي بين أيدينا أن تتمركز في نقطة تقاطع هذه المكونات، متخذة من الإجراء أداة برهانية على تكامل هذه الأنظار، وتفاعلها لفهم أكثر متانة للنصوص الباحث الدراسة بد: “الخطاب والنظرية والإجراء”، والخطابات المختلفة، لذا وسم وقد أقام بنيانها على مدخل وخمسة مفاصل، يعنى أولها بتعريف الخطاب والعلم الدائر حوله، والتأصيل لنشأته، وأهم رؤاه ورواده.