كتاب تاريخ الحضارات العام المجلد الثاني روما وإمبراطوريتها موريس كروزيه PDF

التاريخ علم حي وواحة غضة تتفيأ في ظلالها العلوم اجتماعية كانت أن سياسية أم طبيعبة الخ والتاريخ واجهة الحضارة الإنسانة، فلا عجب من ثم أن استولى على قلوب هواة الحعرفة وغدت له المنزلة الرفيعة عند الطالب والعالم وجمهرة الشعب. وقد اهتم مؤلفو الفرب الاهتمام الكلي لتبيان مراحل تطور الشعوب ورقيها وربط نتائجها بأسبابها، فكانت من ثم أبحاثهم واقعية ومنطقية استلهحوا فيها الآثار من رسم ونقش وبناع الخ والاستنتاج المنطفى إذ العاديات بحد ذاتئها مادة لا حياة فيها ولا تسلسل، يحييها العقل وينسقها ويفسرها فتنطق إذ ذاك لتعلمنا بها أبقاه السلف تراثا قيما للحلف.

وما أفدح خطأ من يعتير التاريخ سلسلة حوادث وسجلا لأسماء تنتثر هتا وهناك في الزمان والمكان إذ التاريخ كما سبق القول علم له أساليبه ومبادئه وفلسفته التي أوجد لحمتها وسداها العربي الخالد ابن خلدون وليست الحضارة -مادة التاريخ- ثمرة جهود فرد أو شعب أو مجموعة أمم، بل هي صع الإنسان في مختلف عصوره القديمة والحديثة والمستقبلة، يتضافر ويتكامل لخلقها مع أخيه الإنسان للسير مرحلة والانتقال من حسن إلى أحسن وقد تولي أمة اهتمامها لناحية حضارية دون الأخرى وتسهم من ثم على قدر طاقتها في تشييدصرح هذه الحضارة الإنسانية العالمية التي ينعم بها الجميع على تفاوت تبعا للمؤهلات والظروف.

والبحث في تاريخ الحضارة -وأن تجزأت أقسامها دون أن تتصادما- هو نسبيا حديث المهد، إذ كثيرا ما كان يحصر المؤلفون عنايتهم بدرس حضارة شعبهم أو قطرهم دون استقراء حضارة الفير والفوص عن جوهرها ومعالمها مهما بلفت شأوا في الرقي والتقدم ولكن أخذ المؤرخون في القرئين التاسع عشر والعشرين بتعاليم ابن خلدون فأولوا عنايتهم المجارى الحضارية والثقافية عند مختلف الأمم مهحا اختلفت الزمان والمكان فكونوا من أبحاثهم والحالة هذه مادو موحدة “تاريخ الحضارات” وأن تميزت المراحل واختلفت الحلقات. ويؤسفئا القول إن المكتبة المربية تفتقر إلى الموسوعات المفيدة العالمية التي تتحدث عن مراحل الحضارة العالمية، على الرغم من غنى تراثنا القومي ووفرة كتبيه، ورغية في سد هذه الثغرة والتعاون مو من أخذوا على عاتقهم محو هذا النقص سعى “موريس كروزيه” إلى البحث عن موسوعة تشرح ياسهاب منطق هذه الحضارة الإنسائية الجماعية ومادتها وهكذا عثر على هذه الموسوعة التي بيد أيدينا والتي جاعت ترجمتها تاللفة الفرنسية وهي من إصدار “دار المطبوعات الجامعية الفرنسية” ومن إشراف الملامة موريس كروزيه وأسهم بتدبيج أجزائها نخبة من المؤرخين الثقة المشهود لهم بالحعرخة والتدقيق.