الحمد له الذي أنزل على عد الكتاب ولم يجعل له عوجا، والملاة واللام على رسوله الكريم وآله وهحه الكرام، أما بعد: ليس يخفى على أهل الاختصاص أن المنقول في كتب التفسي يكاد يفوق المقول فيها؛ والذي نعني به ما أورده صاحب التفير مما يعد فهما له، تتجه همة القارئ عادة الى المقول تبحث عنه وتتلمسه بين عشرات الروايات والتقو لات التي طالما مر بها ومرت به في كتب التفسير. رغب عدد من علماء التفير بطرح مشروع يهدف الى تجريد المقول من المنقول في بعض كتب التفر التي تبرز فيها هذه الظاهرة جلية. فرقع الاختيار على عدد من هذه الكتب، فكان منها «في ظلال القرآن» للأستاذ سيد قطب الذي ولد في معيد مصر سنة ١٩٠٦ م، وحصل على ليسانس في الآداب من كلية دار العلوم في القاهرة سنة ١٩٣٣ م، اتجه إلى الكتابة والتأليف، وترك كتيا كثيرة حازت فضل التميز في بابها، وكان أبرزها بلا منازع تفيره: «في ظلال القرآن» الذي عرف به . هذا التفير، الذي مضى على صدوره أول مرة خمون عاما، طبع خلالها قرابة الأربعين طبعة، وما زال محل الاهتمام ومحط الأنظار. كانت بداية هذا التفير الكبير عبارة عن مقالات نشرت في ممجلة الملمون”، ثم بدا لوسيد» أن يفسر القرآن الكريم املا، ووعد القراء أن يصدر كل شهرن تفيرا لبء، وقد وف برعده، ففي سنة ١٩٥٤ م قدم للقراء تفيرا لستة عشر جزءا من القرآن الكريم، ثم سجن بسبب اعتراضه على ملك الثورة المصرية التي كان قد أيدها حين انطلفت، وكتب في سجته تفسرا للجزئن الايع عشر والثامن عثر، ولما رج من الجن استأنف تفير ما تقى واتجه إلى تقح ما سن تفسيره؛ فأتم تفسير الأجزاء الثلاثين، ثم بدأ بالمرا جمة فوصل إلى الجزء الثالث عشر، ثم سجن وأعدم سنة ١٩٦٦م، فكان أن حظيت بالمراجعة والتقيح الأجزاء الثلاثة عشر الأولى، والأجزاء الثلاثة الأخيرة.