كتاب شرح الزركشي على متن الخرقي في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل المجلد الثاني شمس الدين محمد بن عبد الله الزركشي المصري الحنبلي PDF

لقد أتى الزركشي في هذا الشرح على مختصر الخرقي في الفقه على مذهب الإمام ابن حنبل، والذي وقو في مجلدات سبو، بما لم يأت به أكثر شراح هذا الكتاب أو كلهم حيث أنه اطلو على الحفني وعلى أغلب الشروح التى سبقه أهلها، وعلى غيرها من المؤلفات الفقهية فى المذهب وأتى بزبدتها، وزاد عليها من كتب الحديث والآثار والأدب واللفة الشيء الكثير وقد اقتصر في هذا الشرح على مذهب ابن حنبل، وطريقته أنه يبدأ بإيراد المتن مصدرا بلفظة “قال” يعني الخرقي، صاحب المؤلف الأساسي ثم يرمز لبدء الشرح بحرف “ش” فيشرح المتن ويوضحه ويعضده بها اطلع عليه من الأقوال والنقول، ويستوفي ذكر الروايات الأخرى عن أحمد في المسائل، أو الوجوه التي استنبطها أصحابه، ويرجع منها ما ترجع عنده بها يسرده من الأدلة والتعليلات، ويحقق المسألة في الغالب تحقيقا كافيا، ثم يذكر كلام الخرقي وما يشير إليه وما يدخل تحته، فيشرح ذلك كفيره، ثم ينبه على بعض الأقوال التي نفلت. وفيها خطأ، أو لم يعرف المراد بها، ثم يشرح غالبا المفردات اللفوية التي تر في الأحاديث أو في بعض النفول ومما تميز به، اعتناؤه بإيراد الأحاديث النبوية، والآثار السلبية، واستقصائها غالبا، حيث يكون لها صلة بالصألة، مح ذكر مصادرها، وعزوها إلى مخرجيها، وقد يتكلم أحيانا على ما يصلح منها للاستدلال وما لا يصح، كما تميز بالنقل أحيانا عن شبح الإسلام ابن تيمية، حيث يورد من أخواله، التي اطلع عليها، ما يرجح به بعض ما يختاره أو يحكي مذهبه كقول من الأقوال التي يوردها في المسألة وقد أتى ذلك كل بأسلوب في غاية القوة والفصاحة والبيان

محمد بن بهادر بن عبد الله التركي الأصل المصري الشيخ بدر الدين الزركشي ولد سنة 745 وعني بالاشتغال من صغره فحفظ كتبا وأخذ عن الشيخ جمال الدين الاسنوي والشيخ سراج الدين البلقيني ولازمه ولما ولي قضاء الشام استعار منه نسخته من الروضة مجلدا بعد مجلد فعلقها على الهوامش من الفوائد فهو أول من جمع حواشي الروضة للبلقيني وذلك في سنة 69 وملكتها بخطه ثم جمعها القاضي ولي الدين ابن شيخنا العراقي قبل أن يقف على الزركشية فلما أعرتها له انتفع بها فيما كان قد خفي من أطراف الهوامش في نسخة الشيخ وجعل لكل ما زاد على نسخة الزركشي زايا وعني الزركشي بالفقه والأصول والحديث فأكمل شرح المنهاج واستمد فيه من الاذرعي كثيرا وكان رحل إلى دمشق فأخذ عن ابن كثير في الحديث وقرأ عليه مختصره ومدحه ببيتين ثم توجه إلى حلب فأخذ عن الاذرعي ثم جمع الخادم على طريق المهمات فاستمد من المتوسط للاذرعي كثيرا لكنه شحنه بالفوائد الزوائد من المطلب وغيره وجمع في الأصول كتابا سماه البحر في ثلاثة أسفار وشرح علوم الحديث لابن الصلاح وجمع الجوامع للسبكي وشرع في شرح البخاري فتركه مسودة وقفت على بعضها ولخص منه التنقيح في مجلد وشرح الأربعين للنووي وولي مشيخة كريم الدين وكان منقطعا في منزله لا يتردد إلى أحد إلا إلى سوق الكتب وإذا حضره لا يشتري شيئا وإنما يطالع في حانوت الكتبي طول نهاره ومعه ظهور أوراق يعلق فيها ما يعجبه ثم يرجع فينقله إلى تصانيفه وخرج أحاديث الرافعي ومشى فيه على جمع ابن الملقن لكنه سلك طريق الزيلعي في سوق الأحاديث بأسانيد خرجها فطال الكتاب بذلك ومات في ثلث رجب سنة 794 بالقاهرة.