كتاب صدام حسين صناعة المخابرات البريطانية والأمريكية جرائم النظام الصدامي في حق الأمة العربية القضية الفلسطينية – سوريا ولبنان – مصر – الأردن – الكويت ودول الخليج – الجزائر وموريتانيا حسام سويلم PDF

يصدر هذا الكتاب فى وقت تتداعى فيه قوى الاستعمار الجديد والصهيونية العالمية المعادية للأمة العربية عليها، “كما تتداعى الأكلة على قصعتها”، تنهش لحميا وتنتهك حرماتها، وتستحلب ثرواتها، لا يردعها عن ذلك رادع ولا ينهاها عنه ناهى. ولعل هذا الوضع البائس الذى تحياه أمتنا العربية يطر ح سؤالا بديهيا يفرض نفسه حول السبب الذى أودى بهذه الأمة إلـى هذا المصير المزرى، وهى التى سادت معظم العالم فى أقل من لمانين سنة من البعثة المحمدية، حين انتشر الإسلام من الصين شرقا إلى الأطلنطى غربا، ومن أسبانيا وسهول فرنسا شمالا إلى جنوب أفريقيا والمحيط الهندى جنوبا، وأوجدت ثانى أعظم حضارة شهدتها البشرية بعد الحضارة المصرية القديمة، وهى الحضارة الإسلامية بعلومها ومعارفها وآدابها التى لا يزال العالم الغربى حتى اليوم يقتات على فتات موائدها كما يشهد بذلك معظم علما الخرب؟! والإجابة على هذا السؤال تستدعى فى الأساس أن نبحث ونتمعن فى أنفسنا وواقعنا وما أل إليه حالنا فى الداخل من تردى فى جميع مجالات العمل الإنسانى وعلى أصعدته السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والإيديولوجية ومدى مسئوليتنا عن ذلك، قبل أن نلقى بالاتهامات فى وجه أعدائنا، أولئك الذين لم يفعلوا أكثر من كونهم استغلوا عوامل الضعف والوهن التى دبت فى نفوسنا وسرت فى أجسادنا بما يتفق وتحقيق اهدافهم وأطماعهم التوسعية والعدوانية على حساب أهدافنا وغاياتنا القومية، وتأمين مصالحهم غيد المشروعة على حساب أمننا ومصالحنا واستقرارنا. لذلك لم يكن غريبا أن تنجح أساليبهم فى زرع الأنظمة السياسية العميلة التى تعمل لحسابهم وتخدم مصالحهم، بما تثيره من العتن ولو الفتن فى البلدان العربية والإسلامية، حتى أصبحت تلك الفتن كقطع الليل البهيم يتلو بعضها بعضا كما وصفها سيدنا رسول الله مذ خمسة عشر قرنا، وهو الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يومى.