كتاب فصول من تاريخ العراق القريب كتاب يبحث عن العراق في عهد الاحتلال البريطاني بين سنتي 1914 و1920 المس بيل PDF

أذى ضعف الدولة العثمانية وعدم استعدادها لحرب خروس طويلة الأمد إلى اندحارها وتشتيت شملهاء فتقاسمت أوصالها دول
الحلفاء المنتصرة. وكان العراق نتيجة هذا الاقتسام من نصيب بريطانية العظمى, وقد خرجت من الحرب العالمية الأولى وهي
أول دولة معظمة بين دول الأرض. وحين قبلت بريطائية العظمى في صيف 1920 الاضطلاع بأعباء الانتداب الذي ألقي على
عاتقهاء أو طالبت به في؛ طلبت الحكومة البريطانية من وكُل الحاكم الملكي العام في العراق (آي.تي.ولسن) أن يوافيها بتقرير مفضل
عن الوضع العام في العراق وما وقع فيه خلال هذه المدة الصعبة الحافلة بالوقائع. تعهد بإحضار هذا التقرير إلى سكرتيرتة المس “غير
ترود بيل”. فقامت المس بيل بُذلك خير قيام لما عرف عنها من مقدرة وسعة اصَّلاع على شؤون هذه البلاد وأحوال سكانها. ووضعت
تقريراً شاملاً بعشرة فصول سقته “استعراض الإدارة الملكية في ما بين النهرين”. رفع إلى الجهات المختضة. وطبعته “وزارة الهند”
في 3 كانون الاول 1920. فقدم بأمرٍ من صاحب الجلالة البريطانية إلى مجلس البرلمان البريطاني. ويُفهم مما جاء في إحدى رسائل
المس بيل نفسها أن هذا التقرير. الذي شقي يوم ذاك بالكتاب الأبيض. قد قوبل في صحافة لندن في وقت عرضه على البرلمان
الانكليزي بكثير من الثناء والاستحسان. ونظراً لما في هذا التقرير القييم من معلومات تاريخية مهقة عن فترة مرتبكة لم يعني فورخو
العزبية بتدوين وقائعها بصورة تجلد الكثير من الغموض الذي يكتنفها. وبالنظر لأن الوقائع تستند في هذا التقرير إلى أحدث المصادر»
التي تعد قريدة في بابها؛ لأنها تبين اتجاه الحوادث التي أآت إلى تكوين الدولة العراقية الحديثة ووضع أسسها فيما بعد.

تقت المبادرة الى نقله إلى العربية ليستفيد منه القراء والباخثون. ويشير المترجم هنا إلى أنه يجب عدم إغفال أن التقرير تسود فيه
وجهة النظر البريطانية الخالصة؛ وأن وضعه بهذه الصورة يزيد من قيمته التاريخية. لدرجة ماء لأنه يعطي القارئ والباخث فكرة لا بأس
بها عن آراء واتجاهات الإتكليز في تلك الأيام, ويدلٌ على ما كانت تبنيه السَيّاسة البريطانية للبلاد من خطط وأحاييل مهلكة لولا أن
تهبٌ ثائرة فتنتزع من السلطات المحثلة الغاشمة استقلالها. انتزاعاً ظلت تشعر بتأثيره ردحاً طويلاً من الزمن.

هذا وقد وجد المترجم ضرورة التعليق على الكثير مما جاء في صلب التقرير من معلومات وحوادث على قدر الإمكان وذلك لأجل أن
تتم الفائدة منه. مستنداً إلى عدد غير يسير من المراجع التي أورد قائمة بأسمائها في آخر الكتاب؛ كما استند إلى المعلومات من
الأأشخاص الذين عاصروا الوقائع وشهدوا قسماً منها. وإلى ذلك. فقد احتوى أصل التقرير على عشرة فصول كان المترجم قد اكتفى
بترجمة سنة منها في الطبعة الأولى من هذا الكتاب (طبعة بيروت 1949 غير أنه وجد لاحقاً أنه من المناسب في هذه الطبقة إضافة
إلى الفضول السابعة الستة الفصول الأربعة الأخرى» لماافيها من فائدة وأهمية. وبهذا فإن التقرير هو بين يدي القارئ مترجماً بفصوله
العشرة في هذا الكتاب. بالإضافة إلى ذلك. فقد وجد المترجم بين ملاحق السر أرنولد ويلسن عن العراق مذكرتين مهمتين كتبهما المس
بيل نفسها أيضاً. وهماً مذكرة عن “الحكم الذاتي في العراق” ومَذْكزّة عن “آراء نقيب بغداد السياسية”. فعربها أيضاً وألحقت بفصول
التقرير العشرة المترجمة في الكتاب. نظراً لما لها من قيمة تاريخية.