تحتوى صفحاته على مذكرات اللواء دكتور سمير فاضل .. متزامنة
مع أحداث عاصفة تمر بها البلاد متمثلة فى مواجهة عنيفة بين الدولة
والتيار المسمى بالتيار الاسلامى وقد عاصر الكاتب أحداثا مشابهة فى
فترة سابقة وكان له دور تاريخى فى معايشة تلك الأحداث بعمق من
منظور القاضى المجرد من أى هوى .. فهو القاضى الذى استقرت بين
يديه قضية اغتيال الرئيس السابق أنور السادات .. حقق فيها ثم أصدر
أحكامه بعد ان استراح ضميره .. فجاءت تلك الاحكام مجردة من أى
ميل أو اتجاه بخلاف القانون والحق والعدل و .. ضمير القاضى .

وكاتب هذه الذكريات يعمل حاليا استاذا زائرا للقانون بجامعة عين
شمس .. تخرج من حقوق القاهرة عام 1952 كما تخرج من الكلية
الحربية ليعمل بالقضاء العسكرى لمدة ثلاثين عاما حفلت باخطر
الأحداث السياسية ى تاريخ مصر المعاصر .. وكان بحكم موقعه
الغريب من الأحداث ادق شاهد على ماكان يدور بين الكواليس من وقائع
واسرار يصعب على كثير من الكتاب المعاصرين أن يصلوا اليها ..
فجاءت مذكراته عنوانا للحقيقة التى التزم بتجريدها من كل زيف أو
تهويل عن تاريخ مصر المعاصر منذ قيام حركة يوليو وحتى اغتيال
السادات .

ومما يؤكد التزام الكاتب بالدقة فيما روى من أحداث ان كثيرين ممن
اشارت اليهم هذه المذكرات لازالوا على قيد الحياة .. ومنهم لازال يشغل
أرقع المناصب فى الدولة

وأخيرا فالكتاب بما يحوى من تفاصيل وأسرار تعلن لأول مرة جدير
بأن يتواجد في المكتبة الخاصة بكل باحث عن الحقيقة .