إبحث عن كتاب أو مُؤلف :

المقالات

مراجعة رواية المسخ فرانز كافكا

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

اضف إيميلك وتوصل بكل كتاب ننشره

إنضموا إلينا عبر  Telegram :

rtgghdgfhdfgerr 1  

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

rtgghdgfhdfgerr 2  

أو على اليوتيوب :

rtgghdgfhdfgerr 1

المسخ فرانز كافكا 1

25474 1 download now button for website

مراجعة رواية المسخ فرانز كافكا

كافكا كان يعيش وضعًا صعبًا في المرحلة التي خط بها روايته (1912). كان يعيش مشكلات مهنية في وظيفته، كما كان يعاني مشكلات مع خطيبته، وكان يفكر في الانتحار. رفض تولي الأنشطة التي تكفل له الاضطلاع بإرث والده، واختار الكتابة مع الالتزام بوظيفة عادية، حتى غضب أبوه من نمط حياته وأسلوبه في العيش، ونعته بـ”الطفيلية”، فكانت هذه الرواية التي يتقارب اسمها ومضمونها مع تلك الحادثة، بمثابة تمثلات للحالة النفسية التي كان يعيشها.

تدور أحداث القصة حول شخصية الموظف جريجور سامسا مندوب المبيعات المتجول الذي تحول إلى صرصار ضخم ذات صباح، إثر أحلام مزعجة سادها الاضطراب .

عاد إلى النوم ثانيةً واهمًا نفسه بأنه مجرد كابوس، وأثناء نومه حاول أن يتقلب إلى جانبه الأيمن كما اعتاد على ذلك من قبل فإذا به يعود إلى موضعه السابق، مستلقيًا على ظهره من جديد كأنه صخرة سيزيف التي كلما حاول سيزيف دفعها إلى قمة التل تتدحرج إلى الخلف، إلى حيث كانت، غير مبالية بجهوده الهائلة في تحريكها.

لقد كان غريغور موظفًا متفانيًا في عمله لكن ذلك لم يشفع له عند أول تقصير بسيط لا إرادي صدر منه حيث اتهمه كبير الموظفين بالإهمال والاستهتار أمام أسرته ، حتى عائلته هي الأخرى لم ترحمه بقلة اكتراثها واهتمامها به بل واحتقارها له. إن غريغور كان المعين الأساسي لأسرته ومصدر رزق رئيسي لها وبعد مسخه إلى حشرة فقدت العائلة مصدر رزقها الوحيد وأصبح لا قيمة له في نظرهم، بل وحاولوا التخلص منه بأي طريقة كانت “علينا التخلص من هذا المخلوق الوحش، حاولنا العناية به، واحتملناه قدر استطاعتنا وصبرنا غاية الصبر، وقمنا بعمل إنساني نحوه”، وأيد  الوالد سامسا ابنته غريت قائلًا: “إنها على حق، إلى أبعد الحدود”. وهنا يكشف لنا كافكا عن بشاعة وجه العالم – والذي يتمثل جزءٌ منه في أسرة غريغور واستبداد النظام الرأسمالي فيه والذي يخلق من المرء ترسا في آلة ويختزل قيمته في مدى فعالية وكفاءة  تلك الآلة.

حول رواية المسخ فرانز كافكا

المؤلف فرانز كافكا
الناشر دار العلم للملايين
تاريخ النشر 1991
الصفحات 136
ISBN 
9789953888392

 

المسخ فرانز كافكا 2
غلاف المسخ فرانز كافكا

جراء هذا التحوّل المخيف. تخلت عنه أسرته، ومديره المباشر في العمل، ولم يجد جريجور سامسا تفسيرا منطقيا لتخلي الناس عنه، فراح يتحرك داخل غرفته، طارحا أسئلة مزعجة على نفسه: ما الذي جرى لي؟ وما الذي أصابني؟ ولم يجد جوابا لهذه الأسئلة إلى أن مات تحت مكنسة الخادمة التي كانت تردد: “انظروا لقد مات، إنه يستلقي هنا ميتا هالكا”.

وتنطلق الرواية في بدايتها مصورة الشّقاء الإنساني بصورة أكثر من عادية، وتضع مصير الإنسان في قالب يقوم على عنصر المفاجأة. يقول كافكا في افتتاحية الرواية: “استيقظ جريجور سامسا ذات صباح على أحلام مثيرة للقلق، إذ وجد نفسه قد تحول إلى حشرة هائلة فظيعة”. بهذا المقطع العبثي المرعب يدلف بنا كافكا إلى دهاليز عالمه السوداوي القاتم، ويهمس إلينا قائلا بطريقته الخاصة: لا جدوى من الحياة، ولا فائدة من العيش، سيفقد الجميع إنسانيتهم في خضم هذا العبث، في لحظة ما سنغدو عكس ما نريده.

في هذه الرواية يقدّم لنا كافكا نموذجا مرعبا للكتابة الأدبية، ويسلك بنا مدخلا سوداويا للتعبير عن الذات، وتناقضاتها النفسية، والاجتماعية، وهو بذلك يقدّم لنا نوعية فريدة من السرد قائمة على فضح النفس البشرية، وكشف حقيقتها المزيفة، وعجزها الدائم والمستمر عن فعل أي شيء حيال مصيرها غير المعروف، ذاك المصير الذي رغم عدم معرفتنا به، وبما يخبئه لنا من أحداث وصور غامضة، فإن كافكا يخبرنا من خلال “مسخه” أن مصيرنا سيكون سوداويا، وعدميّا، ولا فائدة منه.

هكذا يسرح بنا كافكا في فلسفته العبثية للعالم، ونفهم منها تلك الكآبة التي عاشها كافكا والخوف من العوز والمرض والاقصاء، نعم انه عالم فريد قديم بارد وغريب لطيف ان تقرأه ، كم هو رائع ان تقرأ أسلوب كافكا الغير مباشر والعميق بدون اطالة ولا ملل، هنا تجد الغريب اعتيادي والاعتيادي غريب، انه العقل الباطن الذي تحدث عنه فرويد يتكلم ويحكي قصته على لسان كافكا. 

عن الكاتب (ة) فرانز كافكا

كاتب مزاجي متقلب، كثير القلق، وقليل النوم، عاشق مجنون، ومريض. يكتب كثيرا لكنه يمزق، ويحرق أغلب ما كتبه. عانى من مشاكل عائلية، وفوق هذا كلّه كان كاتبا مغمورا، ولا يعرف نتاجه الأدبي سوى أسرته وبعض من الأصدقاء والزملاء، ولكنه بعد أن فارق الحياة تحول إلى أحد أفضل الكُتّاب في القرن العشرين، إنه الأديب العالمي: فرانز كافكا.

فرانز كافكا اديب تشيكي يهودي توفي شابا سنة 1924، يعتبر رائد القصص الكابوسية وربما وحيد عصره في هذا المجال، عاش كافكا حياة صعبة حيث كان حساسا ، وأصيب بمرض السل ولديه مشاكل مع والده، كان مكتئبا كثيرا وصنع بخياله الكابوسي قصصه الغريبة.


اكتشاف المزيد من موقع المكتبة نت : تحميل كتب إلكترونية PDF

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى